الثوب الأردني هوية فلكلور شعبي في عيد الإستقلال

يحتفل الأردنيّون في كل عام بعيد الإستقلال الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية وتحرص السيدة الأردنية دوماً في مثل هذه المناسبات على الظهور بأبهى حلّتها في المناسبات الوطنيّة والشعبيّة لا سيما عيد الإستقلال الوطني للأردن الذي يصادف الخامس والعشرين من مايو في كل عام فتعتلي ثوبها الأردني الممزوج بالألوان والغرز التطريزيّة المختلفة مقدمة من خلاله هوية الثقافة والفلكلور لوطنها في عالم الأزياء

بالرغم من أن مساحة الأردن ليست كبيرة جدًا إلا أنها تتميز بأصالة اللباس النسائي التقليدي لها حسب مناطقها الجغرافية بوجود عوامل مشتركة بين هذه الأزياء مع التنوّع في صناعتها اليدوية وغرزها التطريزيّة تبعًا للمنطقة وحسب العادات والتقاليد

كذلك تسعى جلالة الملكة رانيا العبدالله في كل عام في عيد الإستقلال الوطني للأردن بالتألق بأرقى أنواع الأثواب التراثية المطرّزة أو العبايات الممزوجة بأجمل الغرز والرسومات داعمة من خلالها النساء العاملات في هذه الصنعة التراثية الوطنية وحتى تكون أيقونة الفلكلور الشعبي والوطني في عيد وطنها

تألقت جلالة الملكة رانيا العبدالله لعيد الإستقلال الخامس والسبعين لعام 2021 بعباءة سوداء بأكمام واسعة مطرّزة بعروق من الورود الملوّنة وكانت الأكمام باللون الزيتي وأكملت إطلالتها الراقية بحزام ورديّ اللون وتركت شعرها مسدولاً بكل بساطة لتظهر بأبهى حلّتها

 

كذلك تألقت الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني كوالدتها بفستان مصمم خصيصًا لشابة في عمرها بحيث صمم الفستان بأسلوب عصري حديث وجمع في طيّته غرز مطرّزة بإتقان تتحدث عن الفلكلور الشعبي والتراث الأردني

أثواب الملكة رانيا المطرزة

تتألق الملكة رانيا العبدالله في معظم المناسبات الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية بمجموعة من الأثواب الأردنية المطرّزة بأسلوب عصري وحديث بحيث تدعم من خلال أثوابها الأيادي النسائية العاملة في مجال الصناعة اليدوية في بعض المناسبات كذلك تختار أثوابها الفخمة من أبرز مصممات الأثواب الأردنية والتراثية العريقة لتبدو في أبهى حلّتها

جمعت أثواب الملكة رانيا العبدالله في مناسبات عيد الإستقلال الكثير من الرّقي والأناقة في اختياراتها فامتزجت معظم أثوابها بالألوان الزاهية والغرز المطرّزة بإتقان وبأسلوب عصري وحديث لتكون بإطلالتها قد جمعت بين الفلكلور الشعبي التراثي ورقيّ الملكة الأنيق

في عيد الإستقلال ال74 للمملكة الأردنية الهاشمية تألقت الملكة رانيا العبدالله بثوب أبيض مزيّن بغرز تطريزيّة من اللون الأزرق مع حقيبة يد فاخرة من نفس اللون وتركت شعرها مسدولاً لتجمع بإطلالتها بين البساطة والرَقي

 

(الثوب الأردني النسائي (المدرقة

الأزياء التراثية الأردنية أو المدرقة تحمل في طيّاتها الكثير من الدلالات التاريخية فكل قطعة بتصميمها وألوانها تعود لحضارة معيّنة في حقبة من الزمن كذلك نجد أن الصناعة اليدوية المتقنة في الأثواب والتطريزات المختلفة زادت من جمال القطع

يتميز الزي الأردني النسائي بالتطريز الراقي والذي استوحي من البيئة المحيطة بالزي كذلك نجد أن التطريز في الثوب الأردني النسائي يعبر عن الفنون التاريخية عبر القرون كما أن الغرز مقتبسة بألوانها ورسوماتها من ألوان الزهور وورق الشجر التي تملأ الجبال والسهول في الأردن

يتكون الزي الأردني التراثي للمرأة من العصبة التي تكون حمراء للمرأة الشابة وسوداء لكبيرة السن كذلك ترتدي المتزوجة الشابة ثوباً مزخرفاً بألوان تختلف عن ثوب الفتاة العزباء حسب كل منطقة وأثواب العمل تختلف عن أثواب الفرح وأثواب الحزن

الثوب الأردني السلطي

يتميّز الثوب الأردني السلطي باحتواءه على الخلقة وبشكل خاص ترتديها العروس والتي تكون ممتلئة بالخيوط والنقوش ومطرزة بامتياز وهي تمثل العزة والشموخ والأناقة وتجهّز من أقمشة مختلفة إنما تحتاج أكثر من 20 مترًا لتحضيرها كما يقسم زي أهل السلط لأربعة أجزاء من بعد الخلقة وهو الصدر واللسان والبنايق وكل جزء منها يغطى بالغرز والرسزمات المطرّزة لتغطي الجسم بثوب فضفاض يسهل المشي وتمتاز أكمام هذا الثوب بأنها طويلة ذات لونين الكحلي والأسود ومطرّز بخيوط ملوّنة

.الحطّة التي توضع على الرأس مصنوعة من حرير القز ومزيّنة بخيوط الذهب بحيث تلف عدة لفات فوق رأسها وتتزيّن المرأة حينها بالأساور والخلاخيل والخواتم إلا أن أساس زينتها الوشم الأخضر

 

الثوب الأردني الكركي

الثوب الكركي يطلق عليه ثوب العب والعصابة والذي يصنع من قماش أسود رخيص الثمن وقد سمي بذلك كونه يتكون من طبقتين إحداهما العليا التي تكون أقل طولاً من السفلى ويطرّز الصدر بالخيوط والألوان الزاهية على شكل مستطيل بخيوط تسمى الكباكيب أما أسفل الثوب فيطرّز بدائرة من نفس الألوان

.لا يوجد أكمام لهذا الثوب فهو أشبه بالفستان الحفر في يومنا هذا ويلبس تحته قميص ملوّن بلون زاهٍ للمرأة الشابة وبلن داكن للمرأة الأكبر سنًا

.ترتدي المرأة الكركية على رأسها العصابة المصنوعة من قماش الجورجيت والتي تلف على شكل طبقات على الرأس باللون إما الأحمر أو الأسود أو ترتدي الشطفة التي تكون باللون الأبيض ويأتي من فوقها المقنع

 

 

ستبقى الأثواب الأردنية الشعبية الزي الأساسي في عالم الموضة الحديثة حتى يومنا هذا بسبل وطرق عصرية جامعة العديد من الغرز التطريزّية الأنيقة لتتألق بها سيدات المجتمع الراقي في المناسبات الوطنية والعائلية الخاصة

 

بقلم : ميساء النجار

الثوب الفلسطيني.. لكل مدينة حكاية

تكلّل التراث الفلسطيني منذ القدم بالعديد من الجوانب التراثية الاجتماعية والتقليدية لأرضهم إذ تميّز شعبها بارتداء الكوفية الفلسطينية والثوب الفلسطيني التقليدي الذي يشكل ثقافة المجتمع النسائي هناك منذ آلاف السنين

لعلّ الثوب الفلسطيني تنوّع بغرزه وتطريزاته بحيث يشكل كل ثوب منطقة جغرافية معينة في فلسطين ولكل منطقة حكايتها الخاصة

الثوب الفلسطيني

حظيت الأثواب الفلسطينية باهتمام كبير وعالمي منذ القدم والتي تعود لزمن الكنعانيين بمطرزاتها المتنوعة والملونة فاللباس الشعبي الفلسطيني هو الرمز الأساسي للتراث الفلسطيني والمكمل للزي الشعبي في بلاد الشام فنلاحظ أن الزي متشابه في مناطق بلاد الشام إنما الاختلاف في التطريزات والألوان للزي نفسه

 ولكل منطقة جغرافية داخل أراضي فلسطين حكاية بغرز ثوبها الفلسطيني بحيث كان التمييز بينها بالألوان وطبيعة الغرز ونوع القماش ليبقى الثوب الفلاحي النسائي رمزًا للريف الفلسطيني حتى اليوم مع اختلاف مراحل الموضة

الثوب الفلسطيني النابلسي

,الثوب الفلسطيني لمدينة نابلس كان أشبه بالملابس المستعملة في مدينة دمشق وبلاد الشام
إذ يعود اختياره إلى طبيعة الحياة التجارية والتنقلات بين بلاد الشام فترتدي
المرأة عباءة وتغطي وجهها
فاكتسب الثوب
الفلسطيني لمدينة نابلس نفس المحتوى مضافاً له الألوان والتطريز بخيوط الكتان والحرير
.وتحديدًا باللون الأحمر والأخضر إلى جانب الربطة الخضراء مع الشال

الثوب الفلسطيني لمدينة جنين

تمتاز مدينة جنين بثوبها الأبيض المقلم بشكل طولي بألوان متعددة خاصة أن نساء مدينة جنين
.عملوا في مجال الزراعة فيرمز ثوبها لنساء الريف والزراعة الريفية في
فلسطين

الثوب الفلسطيني لمدينة يافا

تميزت أثواب منطقة يافا بالغرز الكثيرة والدقة اللامتناهية في التطبيق إذ احتوى الثوب الفلسطيني ليافا
على عروق الشجر والورد اقتباساً من بيئتها الخضراء الجميلة فنرى كل ثوب يافوي يحتوي الكثير من عروق
.الشجر الملوّن وخيوط التطريز الفلاحي الأصيل

 

الثوب الفلسطيني لبئر السبع

صمم هذا الثوب نسبة لصحراء النقب جنوب بلاد بئر السبع والذي تميز لونه بالأحمر للعروس
الفلسطينية والأزرق للأرملة أما  ما زينة النساء في بئر السبع إضافة لثوبها
التراثي فهي تتزين
بالبرقع المضاف له القطع النقدية الذهبية والفضية إذ تستخدمه العديد من النساء كنوع
من الاكسسوار وفي الوقت نفسه حماية لها من شمس الصحراء
والعواصف الرملي التي
.تكرر تجربة الزواج مرة أخرى فثوبها يحتوي الأزهار باللون الأحمر على الجانبين

 

الثوب الفلسطيني للقدس

لعل الثوب الفلسطيني في القدس من أكثر الأثواب الذي مر بالكثير من الأزمات والعصور فتجد الثوب
يحوي الكثير من الدلالات لفترة الحروب والاحتلال الصليبي بوجود بعض الغرز التي تظهر التصليب كذلك
.نجد بعض رموز الهلال والآيات القرآنية كدليل لعودة القدس للحكم الإسلامي

قد نرى أيضًا أن الثوب الفلسطيني في القدس تميزت ألوانه بالداكنة والغوامق دلالًة للحزن من آثار النكبة
.وبعض الأثواب احتوت الغرز التطريزية الجاهزة بالماكينة بعد عدم اهتمام النساء بالتطريز في فترة من الزمن

الثوب الفلسطيني لبيت لحم

هو أكثر الأثواب الفلسطينية بساطة يحتوي على أهم قطبة والتي تسمى التلحمية أو القصب بشكل كبير منها
ويتميز ثوب العروس في بيت لحم أنه يصنع من أقمشة الحرير بألوان زاهية ومخططة مع وجود الكثير من الغرز
كما أن التطريز يظهر بكثافة في قبة ثوب العروس، أما الأكمام فتكون على شكل مثلث مليئة بالرسومات المشربية
وهي أيضًا الأكمام الواسعة التي يطلق عليها البنايق كذلك قد يحتوي ثوب العروس على قماش المخمل
المطرز
.بخيوط الحرير والقصب

 

 

 

في النهاية نجد أن لكل بلد في أراضي فلسطين العريقة تاريخ ممزوج بالألوان والغرز الجميلة تطرّز على أقمشة بين الأبيض والأسود والمخملية لتتزيّن بها النساء الفلسطينيات في أبهى حلّة حاملة ضمن طيّات ثوبها التراثي تاريخ عريق وموضة لا متناهية موقّعة بغرز كدليل مفتاحي لهذه البلدان

بقلم : ميساء النجار