لطالما كانت الموضة المحتشمة والتي يطلق عليها اسم Modest Fashion متواجدة عبر الزمن للسيدة المحجبة بشكل أساسي ولغيرها بشكل عام لكن الموضة المحتشمة لم تأخذ حقها مسبقاً في الأزمنة السابقة وكانت المرأة تعاني في اختيار ما يناسبها إلا أن السنوات الأخيرة شهدت إنطلاقة كبير للموضة المحتشمة في عالم الموضة والأزياء بل وأصبحت موضة أساسية للمرأة العصرية وسيدات المجتمع الراقي.

ما هي الموضة المحتشمة Modest Fashion وكيف انطلقت لتصبح أيقونة أساسية في دور الأزياء العالمية؟

الموضة المحتشمة Modest Fashion

الموضة المحتشمة والتي أطلق عليها بذلك أو بمصطلح Modest Fashion هي تلك الموضة التي تشعر المرأة خلال ارتدائها بالتحفظ في نوعية الأزياء التي تم اختيارها لأسباب عملية أو اجتماعية أو دينية وليس بالضروري أن يطلق اسم موضة محتشمة على الأزياء الفضفاضة فقط إنما قد تكون الأزياء التي تعبر عن قوة شخصية المرأة وسهولة الحركة فيها بأسلوب الموضة هي من أنواع الموضة المحتشمة.

بدأت الموضة المحتشمة بالتطور والإنطلاق عالمياً عام 2017 إلى اليوم بحضور قوي في دور الأزياء بألوان أحادية وبعض الأزياء بلمسات ملونة لتنطلق بتنوع ما بين الفساتين الطويلة ذات الأكمام والقميص الطويل أو العباية الصيفية مع البناطيل والتنانير.

كان مفهوم الموضة المحتشمة مرتبطاً بالأزياء الدينية بحيث يجب أن تكون مجموعة من الملابس الفضفاضة والشالات الطويلة بهدف إخفاء معالم الجسد من ثم أخذت الموضة المحتشمة تنتشر بطريقة مختلفة وأصبحت أكثر عصرية وتألق وليست للمرأة المحجبة فنرى انتشار القفاطين المزينة في المناسبات لكل الفتيات كذلك نرى سيدات المجتمع ووبعض النجمات يتصدرن في عالم الموضة بالأزياء المحتشمة وال Modest Fashion.

الموضة المحتشمة بأنامل أشهر المصممين

تسارع المصممون العربيون وحتى العالميون للعمل على تقديم الموضة المحتشمة في دور الأزياء في العامين الأخيرين بطريقة غير تقليدية كلها إبداع مع اعتماد الأزياء المحتشمة التقليدية المتعارف عليها قديماً وتقديمها بطريقة مختلفة، فالمصممة الإماراتية سارة المدني قدمت عبايات في أسبوع الموضة المحتشمة بطريقة لافتة وجميلة ومختلفة عن مبدأ العباية التقليدية كذلك المصممة اللبنانية ديمة عياد التي قدمت الموضة المحتشمة بصورة عصرية وكان لها مجموعة من القفاطين المميزة والفاخرة.

أصبحت اليوم الموضة المحتشمة في متناول الجميع فكل المركات والمحلات التجارية والمواقع الإلكترونية أصبحت تقدم الموضة المحتشمة بطريقة فاخرة وحديثة بعيداً عن التقليد وتنوعت بإطلاق أزياء محتشمة بأسلوب عصري فأصبح هنالك ملابس للبحر محتشمة وأنيقة كذلك تنوعت العبايات في أزيائها ولم تعد تقليدية وانطلقت مدونات الموضة باختيار الكثير من الفساتين الفضفاضة الواسعة وذات الأكمام المنفوخة لتصبح جزءاً من موضتها في الحياة العادية.

كان موقع Modist.com الإلكتروني هو الأول من نوعه في الاختصاص بالأزياء المحتشمة يليه موقع مودانيسا إذ يقدم كل منهما مجموعة من الأزياء بطريقة غير تقليدية للمحجبة وغير المحجبة مع الاهتمام بالموضة المحتشمة بأسلوب عصري وأنيق مع الحفاظ على المبادئ.

كيف أرتدي الموضة المحتشمة بأسلوب عصري؟

لا بد من مراعة الأمور التالية للحصول على إطلالة راقية وعصرية في اختيار الموضة المحتشمة فإن كانت إطلالتك أحادية اللون اعتمدي إدخال لون مختلف بحقيبتك أو اكسسوارك المفضل كذلك اختاري الحزام العريض إن كانت أزيائك فضفاضة لإبراز الخصر.

إن اخترتي الفستان  Slip Dress اختاري معه الجاكيت الجينز أو البلايزر الملون للحصول على إطلالة محتشمة جميلة كما يمكنك إضافة الوشاح الملون للتنانير السادة مع القمصان أو الإطلالات الجينز.

الموضة المحتشمة على طريقة النجمات

نجد اليوم الكثير من النجمات والمشاهير يعتمدن أسوب الموضة المحتشمة في معظم أزيائهن بطريقة أنيقة كالإعلامية لجين عمران التي تختار في معظم أزيائها الفساتين الميدي مع الأكمام الكاملة بألوان عصرية ومن أبرز دور الأزياء كذلك تتألق بالأطقم والتنانير مع التوب المناسب كنوع من الموضة المحتشمة لتبدع في اختياراتها وتصبح واحدة من أيقونات الموضة المهمة.

على الصعيد الآخر جلالة الملكة رانيا العبدالله تتألق دوماً بالموضة المحتشمة باختيارها قطع فاخرة كلاسيكية من دور الأزياء وأبرز الماركات لتظهر في مناسباتها المتنوعة بأسلوب عصري راقي وتبرز في اختياراتها ما بين الفساتين الطويلة أو الميدي أو التنانير الميدي مع توب مميز كذلك أفخم أنواع الجمبسوت.

تكلّل التراث الفلسطيني منذ القدم بالعديد من الجوانب التراثية الاجتماعية والتقليدية لأرضهم إذ تميّز شعبها بارتداء الكوفية الفلسطينية والثوب الفلسطيني التقليدي الذي يشكل ثقافة المجتمع النسائي هناك منذ آلاف السنين

لعلّ الثوب الفلسطيني تنوّع بغرزه وتطريزاته بحيث يشكل كل ثوب منطقة جغرافية معينة في فلسطين ولكل منطقة حكايتها الخاصة

الثوب الفلسطيني

حظيت الأثواب الفلسطينية باهتمام كبير وعالمي منذ القدم والتي تعود لزمن الكنعانيين بمطرزاتها المتنوعة والملونة فاللباس الشعبي الفلسطيني هو الرمز الأساسي للتراث الفلسطيني والمكمل للزي الشعبي في بلاد الشام فنلاحظ أن الزي متشابه في مناطق بلاد الشام إنما الاختلاف في التطريزات والألوان للزي نفسه

 ولكل منطقة جغرافية داخل أراضي فلسطين حكاية بغرز ثوبها الفلسطيني بحيث كان التمييز بينها بالألوان وطبيعة الغرز ونوع القماش ليبقى الثوب الفلاحي النسائي رمزًا للريف الفلسطيني حتى اليوم مع اختلاف مراحل الموضة

الثوب الفلسطيني النابلسي

,الثوب الفلسطيني لمدينة نابلس كان أشبه بالملابس المستعملة في مدينة دمشق وبلاد الشام
إذ يعود اختياره إلى طبيعة الحياة التجارية والتنقلات بين بلاد الشام فترتدي المرأة عباءة وتغطي وجهها
فاكتسب الثوب الفلسطيني لمدينة نابلس نفس المحتوى مضافاً له الألوان والتطريز بخيوط الكتان والحرير
.وتحديدًا باللون الأحمر والأخضر إلى جانب الربطة الخضراء مع الشال

الثوب الفلسطيني لمدينة جنين

تمتاز مدينة جنين بثوبها الأبيض المقلم بشكل طولي بألوان متعددة خاصة أن نساء مدينة جنين
.عملوا في مجال الزراعة فيرمز ثوبها لنساء الريف والزراعة الريفية في فلسطين

الثوب الفلسطيني لمدينة يافا

تميزت أثواب منطقة يافا بالغرز الكثيرة والدقة اللامتناهية في التطبيق إذ احتوى الثوب الفلسطيني ليافا
على عروق الشجر والورد اقتباساً من بيئتها الخضراء الجميلة فنرى كل ثوب يافوي يحتوي الكثير من عروق
.الشجر الملوّن وخيوط التطريز الفلاحي الأصيل

الثوب الفلسطيني لبئر السبع

صمم هذا الثوب نسبة لصحراء النقب جنوب بلاد بئر السبع والذي تميز لونه بالأحمر للعروس
الفلسطينية والأزرق للأرملة أما  ما زينة النساء في بئر السبع إضافة لثوبها التراثي فهي تتزين
بالبرقع المضاف له القطع النقدية الذهبية والفضية إذ تستخدمه العديد من النساء كنوع
من الاكسسوار وفي الوقت نفسه حماية لها من شمس الصحراء والعواصف الرملي التي
.تكرر تجربة الزواج مرة أخرى فثوبها يحتوي الأزهار باللون الأحمر على الجانبين

الثوب الفلسطيني للقدس

لعل الثوب الفلسطيني في القدس من أكثر الأثواب الذي مر بالكثير من الأزمات والعصور فتجد الثوب
يحوي الكثير من الدلالات لفترة الحروب والاحتلال الصليبي بوجود بعض الغرز التي تظهر التصليب كذلك
.نجد بعض رموز الهلال والآيات القرآنية كدليل لعودة القدس للحكم الإسلامي

قد نرى أيضًا أن الثوب الفلسطيني في القدس تميزت ألوانه بالداكنة والغوامق دلالًة للحزن من آثار النكبة
.وبعض الأثواب احتوت الغرز التطريزية الجاهزة بالماكينة بعد عدم اهتمام النساء بالتطريز في فترة من الزمن

الثوب الفلسطيني لبيت لحم

هو أكثر الأثواب الفلسطينية بساطة يحتوي على أهم قطبة والتي تسمى التلحمية أو القصب بشكل كبير منها
ويتميز ثوب العروس في بيت لحم أنه يصنع من أقمشة الحرير بألوان زاهية ومخططة مع وجود الكثير من الغرز
كما أن التطريز يظهر بكثافة في قبة ثوب العروس، أما الأكمام فتكون على شكل مثلث مليئة بالرسومات المشربية
وهي أيضًا الأكمام الواسعة التي يطلق عليها البنايق كذلك قد يحتوي ثوب العروس على قماش المخمل المطرز
.بخيوط الحرير والقصب

في النهاية نجد أن لكل بلد في أراضي فلسطين العريقة تاريخ ممزوج بالألوان والغرز الجميلة تطرّز على أقمشة بين الأبيض والأسود والمخملية لتتزيّن بها النساء الفلسطينيات في أبهى حلّة حاملة ضمن طيّات ثوبها التراثي تاريخ عريق وموضة لا متناهية موقّعة بغرز كدليل مفتاحي لهذه البلدان

بقلم : ميساء النجار