الموضة المحتشمة
لقد بدأ دخول الموضة المحتشمة إلى صناعة الملابس بقوة عندما تنبهت الشركات والعلامات التجارية إلى الأرقام الكبيرة المتزايدة والمبيعات المرتفعة المرتبطة بهذه الصناعة ،حيث تدرك الشركات أنها يجب أن تكون أكثر شمولية و معاصرة لما يتطلبه السوق، وأن تتكيف مع مختلف اتجاهات المجتمع للمحافظة على جودة منتجات، وقد ازداد استهلاك الملابس المحتشمة من قبل المسلمين تبعًا لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي الصادر عن وكالة “رويترز”، حيث بلغ إنفاقهم حوالي 243 مليار دولار عام 2015، وهو أكثر بنسبة 6% عن عام 2014، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 368 مليار دولار بحلول عام 2021.
وتقول شيلينا جان محمد، نائبة الرئيس في “أوجيلفي نور”: “يولي مسوقو العلامات التجارية اهتمامًا كبيرًا للشمول الديني، ولا يمكننا أن نتجاهل أهمية الدين، فإذا نظرنا إلى الدراسات التي تتضمن الشباب المسلمين، سنرى أن هويتهم الدينية تؤثر على أسلوب حياتهم بشكل كبير، لذلك فهم يحتاجون إلى ملابس تشبههم وتساعدهم على الاندماج في المجتمع”.
فالموضة المحتشمة تخدم شريحة سكانية متزايدة باستمرار فقد بدأت للنساء المسلمات ثم أصبحت لجميع النساء اللواتي لديهن رغبة في تطبيق الاحتشام، بغض النظر عن الثقافة والعقيدة.
فكما ذكرنا سابقًا الملابس المحتشمة هي الملابس التي تغطي معظم الجسد دون التقليل من أناقة القطع، فهي تشكل الفساتين الفضفاضة والبناطيل الواسعة و البلايز ذات الياقات العالية والأكمام الطويلة.
كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعية دورًا كبيرًا في نمو الموضة المحتشمة من خلال ظهور المؤثرات المحجبات عبر الانستجرام و نشر صورهم و تفاصيل إطلالتهم مع ذكر المتجر أو العلامة التجارية لكل قطعة مما زاد طلبات الشراء على القطع المحتشمة أو ذات الكم الطويل مما ساعد على تنبه العلامات التجارية إلى ضرورة إدخال الموضة المحتشمة إلى تصاميمهم وبضاعتهم التي تعرض في كل موسم فالموضة تنتشر بسبب ملاحقت النساء لها
و من العلامات التي تنبهت مبكرً الى ضرورة مواكبة الموضة المحتشمة DKNY Mango فقد أصدروا قطع خاصة برمضان
كما قامت H&M و Gapبالأستعانه بعارضات أزياء محجبات للمره الأولى. وكما قامت مجلة Vogue بنشر صورة لعارضة أزياء محجبة لأول مرة وكانت هذه الصورة لعارضة الأزياء الصومالية الأميركية “حليمه عدن”.
وأطلقت سلسلة محلات “ماسيس” المشهورة في أميركا مجموعة فيرونا، وهي مجموعة من الملابس التي تشمل حجابات الرأس التقليدية، كما أصبحت إيانا إيف أول مصممة إسلامية في برنامج
“بروجيكت رونواي.”.
ثم اتجهت العلامات التجارية إلى التعاون مع مؤثرات الانستجرام في تصميم الحملات الترويجية بطريقة تحفز المتابعين على الشراء وتلبي حاجتهم وتساعدهم على فهم الموضة المحتشمة من خلال عرض صور و مقاطع فيديو توضح كيفية ارتداء القطع وتنسيقها، فأصبحت مهمة اختيار الملابس أسهل.
من ثم توالت عروض الأزياء المحتشمة فبدأت في ٢٠١٧ أسبوع الموضة المحتشمة في دبي ولندن و مهرجان الشرق الإسلامية في لندن حيث عرض أكثر من ٤٠ مصمم تصاميمها المحتشمة، و هذة الأحداث و .المهرجانات توفر بيئة ومنصة خصبة لدعم الموض ة المحتشمة والمصممين